ليبرمان رجل المهام القذرة

أحمد الدسوقي - خاص- "قليل التهذيب" هكذا وصفته الخارجية المصرية ردا علي صفاقاته وحماقاته المستمرة تجاه كل ماهو مصري ..قلبه لا يكن سوي الكره والحقد تجاه مصر وشعبها ولسانه يقطر سما وملفه الاسود ممتلئ عن اخره بالتصرفات الصبيانية التي لا تصدر عن عاقل.. انه عضو الكنيست الإسرائيلي ليبرمان ورئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيجدور ليبرمان.
ليبرمان واصل من جديد مسلسله السخيف بالاساءة الي مصر ورموزها بهدف كسب مزيدًا من أصوات الناخبين في الانتخابات الإسرائيلية المقرر إقامتها في 10 فبراير القادم عن طريق تصريحاته النارية ضد الرئيس مبارك والقيادة السياسية في مصر.
فقد فاجأ ليبرمان الجميع عندما هاجم من على منصة الكنيست لدى احياء ذكرى الوزير رحبعام زئيفي الذي قتل على يد المقاومة الفلسطينية الرئيس حسني مبارك بسبب عدم زيارته للكنيست حتى اليوم وقال "إذا اراد فليحضر إلى هنا واذا لم يرد فليذهب إلى الجحيم" .. تلك التصريحات فجرت عاصفة من الانتقادات وتقدمت تل ابيب باعتذار رسمي عنها الا ان ليبرمان عاد من جديد الي مسلسل حماقاته وعاود هجومه على مصرواعتبر أن اعتذار الرئيس الإسرائيلي ورئيس الحكومة شبيه بتصرفات "امرأة تتعرض للعنف".
وقال ليبرمان في برنامج "لقاء مع الصحافة" في القناة الثانية الاسرائيلية إن مصر تستعد لحرب ضد إسرائيل وأنها تنتظر الوقت المناسب لنشر قواتها في سيناء.
واعتبر أن التدريبات العسكرية التي أجرتها مصر مؤخرا هي بمثابة استفزاز لإسرائيل متهما مصر بالتقصير في وقف «تهريب السلاح»من سيناء إلى قطاع غزة كما هاجم الصحافة المصرية وقال إن الرسوم الكاريكاتورية التي تنشر فيها شبيهة بفترة الحكم النازي.
ولليبرمان تاريخ اسود من الاساءات فقد سبق وان دعا من على منصة الكنيست إلى قصف السد العالى بقنبلة نووية بهدف إغراق الشعب المصرى، بحجة أن اتفاقية السلام التى وقعها النظام المصرى مع الكيان الصهيونى لم تكن حقيقية، لأن مصر لازالت تدعم المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى، كما طالب كذلك بتدمير طهران.
وكان يرى أن بقاء الرئيس الراحل عرفات حيا يعتبر من اكبر المؤشرات على ضعف و عجز إسرائيل، ولذا اقترح أن تقوم طائرة بإسقاط قنبلة وزنها طنين على المنطقة التى يعيش فيها عرفات لتهدمها على رأس من فيها وبذلك يتم تدمير مسيرة السلام.
وطالب ليبرمان كذلك بتخريب أحياء سكنية فى غزة، وترحيل 90% من عرب إسرائيل، و ذلك عن طريق طرد الفلسطينيين العرب من منطقة المثلث داخل أراضى 1948 إلى الضفة الغربية وتعزيز عمليات الإستيطان كما طالب بطرد النواب العرب من الكنيست، وترحيلهم خارج إسرائيل، مثلما قال عندما زار عضو الكنيست السابق بشارة العاصمة السورية دمشق، إنه في دولة عادية فإن أمثال بشارة يجب أن يتم رميهم بالرصاص في محكمة ميدانية.
وقد ظهر أفيجدور ليبرمان كلاعب رئيسى على مسرح السياسة الإسرائيلية بعد أن إعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت طوق نجاته.

من هو ليبرمان هذا؟ وما رؤيته، و ما هو برنامجه السياسى؟
المتتبع لتاريخ هذا السياسي الصهيوني المتشدد نجد انه ولد بتاريخ 5 يونيو 1958، في كيشيناو، مولدافيا، في الإتحاد السوفيتي السابق وهاجر إلى إسرائيل عام 1978، وهو بعد فى العشرين.
ظهر ليبرمان فى الساحة السياسية الإسرائيلية إبان حكومة الليكود عام 1996 حين شغل منصب مدير عام مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بعد أن كان قد أمضى عدة سنوات فى صفوف حزب الليكود.
وقد عُرف ليبرمان فى تلك الفترة بأنه رجل المهمات القذرة والشخصية المثيرة للجدل والأزمات.
وقد يعود اختياره لهذا المنصب إلى محاولة إجتذاب الجمهور الروسى الذى كان يعانى صعوبات فى الاندماج فى المجتمع ومؤسسات الدولة واضطر ليبرمان إلى الاستقالة بعد سنة واحده فقط، بسبب ملف جنائى يتعلق بالتهجم على طفل وضربه ضربا مبرحا.
"و فى أعقاب خلاف بين رئيس حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، ونتان شيرانسكى، رئيس حزب يسرائيل بعليا (الحزب الروسى)، أشار نتنياهو على ليبرمان بتشكيل حزب روسى جديد موال لليكود.
وبالفعل أنشأ ليبرمان عام 1999 حزب يسرائيل بيتينو (إسرائيل بيتنا) نسبة إلى حزب روسى كان بزعامة الرئيس الروسى السابق يلتسن يدعى "روسيا بيتنا"، و هى محاولة من ليبرمان لكسب تعاطف المهاجرين الروس.
خاض حزب إسرائيل بيتنا الإنتخابات، و طرح برنامجا سياسيا اجتماعياً اقتصادياً دعا فيه إلى إستيعاب المهاجرين بشكل كامل، والعمل على صهرهم داخل المجتمع، من أجل إيجاد مجتمع يهودى متكامل.
وقد قام الحزب بالتحريض على فلسطينيى الداخل و فلسطينيى 67 و العرب عامة وحصل حزبه فى انتخابات الكنيست الخامسة عشر عام 1999 على 4 مقاعد، وفى عام 2003 خاض الانتخابات فى قائمة مشتركة مع حزب موليدت تحت إسم "إيحود ليئومى" على 11 مقعد، وأصبح هذا التحالف بذلك القوة الرابعة فى الكنيست من حيث عدد المقاعد.

وليبرمان سياسى صبيانى على المستوى الشخصى، طفولى على المستوى الجماهيرى يعيش فى الدولة الصهيونية منذ 30 عاما إلا أنه لا يزال يتسم بعقلية المهاجر، فهو يحزم حقائبه بسهولة و لا يتمسك بفكرة أو بشخص أو بكرسى، فليس عنده أى صبر على الحلول الجزئية.
وليبرمان من أشد المعجبين بجابوتنسكى، الذى يرى أنه يجب على المرء أن يكون عبقريا وقاسيا فى ذات الوقت، "إذا حاول أعداؤك زعزعة الوضع، عليك أن تهاجمهم بصورة شمولية وشديدة جدا.
لا توجود حدود أو قيود، عليك تحطيمهم تماماً إلى ان يبكوا متوسلين قائلين [أى الأعداء] "كفى" والحزب الذى أسسه ليبرمان حزباً فاشياً متأثراً بأفكار جابوتنسكى، ومن هنا دعوته لإقامة نظام رئاسى فى إسرائيل.

"ويتصور ليبرمان أن الإحتكاك القائم بين الشعبين الإسرائيلى والفلسطينى هو أساس المشكلة، ولمنع حدوث الصراع يجب الحؤول دون الإحتكاك بينهما.
ومن هنا يدعو إلى تبنى النموذج القبرصى، حيث تم فصل الجزء اليونانى عن الجزيرة عن الجزء التركي، ويذهب ليبرمان إلى أن العقبة الأساسية هى مشكلة عرب إسرائيل ولكن مع هذا يمكن تجاوزها عن طريق عزل الفلسطينيين فى الضفة والقطاع فى كانتونات مفصولة عن بعضها البعض، ومحاطة بالمستعمرات الصهيونية من كل الجهات، على غرار الكانتونات التى أقامها نظام الفصل العنصرى فى جنوب أفريقيا للمواطنين السود.
كما يمكن تجميع العرب بصورة تتيح فصلهم عن الدولة، وبما أن الجليل هو مكان أغلبية عرب إسرائيل، لابد من ترحيلهم شمالا، ويتم ضم منطقة المثلث فى الجليل الأدنى إلى الضفة الغربية المحتلة، أما يهود كريات شمونة (مع باقى يهود الجليل) فسيحلون محلهم فى الجنوب الواسع.
وسيتولى أركادى جايدماك –رفيق ليبرمان- بناء كريات شمونة الجنوبيه متيحا المجال أمام يهود الشمال للفرار نهائيا من نقمة صواريخ حسن نصر الله.
وبهذه الطريقة يتم تطبيق النموذج القبرصى على إسرائيل، حيث تكون إسرائيل الشمالية للعرب، وإسرائيل الجنوبية ستكون كلها لليهود، ويتم تطهير الدولة من الشوائب العرقية.

وقد انضم في شهر أكتوبر من عام 2006، لحكومة إيهود أولمرت، كوزير للتخطيط الاستراتيجي وعين كمسؤول رسمي عن الملف الإيراني في شهر يوليو من عام 2007.
وقد اتهم و ابنته بقضايا فساد بينها فضيحة كازينو "واحة لادن" في الخليل التي اعيد فتح التحقيقات بها و المستمرة منذ سنوات في يناير 2008 بعد مغادرته بأسابيع كوزير للشؤون الاستراتيجية وخلصت الشرطة أن آرييل شارون تلقى 3 ملايين دولار كرشوة ولايزال أفيجدور ليبرمان يخضع للتحقيق لتلقيه رشوة من رجل الأعمال النمساوي اليهودي مارتن شلاف.
هذه هي حقيقة "ليبرمان" وبني قومه، وحقيقة الفهم الإسرائيلي للسلام، فهو يريد مصر حارساً للأمن الإسرائيلي، وما عدا ذلك فهو يدلل على النفسية اليهودية التي لا تثق بأحد، ولا تعرف التبادلية، والتعايش باحترام..
ولا تقر حقوق الآخرين وتدل عن حالة الخوف المزمن التي يعيشها اليهود في الدولة العبرية، وعدم ثقتهم بأكذوبتهم التي يروجونها: بأن أرض فلسطين عطية الرب لشعب إسرائيل، وأنها أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهذا ما يثير الشك الدائم والريبة في العقل اليهودي من أي تحرك عربي، حتى لو كان تحركاً مصرياً داخلياً يهدف إلى تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، وإنهاء حالة الانقسام التي استفادت منها إسرائيل وهذا هو السبب الرئيسي الذي أغاظ "ليبرمان" وجعله يخرج عن اللياقة الدبلوماسية ويهاجم الرئيس المصري، ويلقي فيه إلى الجحيم الذي لا يستحقه الا هو وامثاله